في تطور تاريخي يعد خطوة هامة نحو تحقيق السلام في قطاع غزة، أعلن مسؤولون من قطر وحركة حماس، الأربعاء، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. جاء هذا الاتفاق بعد 15 شهراً من الحرب والدمار، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى من الطرفين، بالإضافة إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.
تفاصيل الاتفاق:
أكد مسؤول أميركي، في تصريحات له، أن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح عدد من الأسرى في غزة. كما أفاد أن الاتفاق تم التوصل إليه في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ليضع حدًا لأحد أطول الصراعات في المنطقة.
العديد من بنود الاتفاق تتعلق بإطلاق سراح الأسرى، حيث تقرر إطلاق سراح عشرات الأسرى الذين تحتجزهم حماس على مراحل، بالإضافة إلى إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين من سجون إسرائيل. سيتم إطلاق سراح الأسرى على مراحل، مع بدء إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء أولاً، ومن ثم رفات القتلى.
إطلاق سراح الأسرى وتدفق المساعدات الإنسانية:
كما يتضمن الاتفاق السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة التي تشهد حاجة ماسة إليها. ومن المتوقع دخول حوالي 600 شاحنة محملة بالمساعدات يومياً إلى قطاع غزة خلال فترة وقف إطلاق النار. كما ستخصص 50 شاحنة منها لنقل الوقود، وهو أمر حيوي لعمل المستشفيات والمرافق الأساسية في القطاع.
المرحلة الأولية من الاتفاق:
تتضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تمتد لستة أسابيع، انسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من بعض المناطق المحورية مثل محور فلادلفيا على الحدود مع مصر. هذه المرحلة ستضمن أيضاً إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين في إسرائيل. وقد أعلنت قطر ومصر وأميركا أنها ستعمل على ضمان تنفيذ بنود الاتفاق والرقابة على التقدم المحرز.
خطوات المستقبل:
بعد انتهاء المرحلة الأولى، من المتوقع أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق، التي من المتوقع أن تشمل إطلاق سراح باقي الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك الجنود الإسرائيليين. كما يضمن الاتفاق أيضاً وقفاً دائماً لإطلاق النار وعودة جميع القوات الإسرائيلية إلى حدودها.
تفاعل المجتمع الدولي:
أعرب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عن تأييده للاتفاق قائلاً إنه "بداية لأشياء عظيمة قادمة"، مؤكداً أن الاتفاق يعد خطوة هامة نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. من جانبها، أشادت مصر بالمفاوضات وأكدت أن جهود الوسطاء أسفرت عن اتفاق تاريخي يضع حداً لمعاناة الشعب الفلسطيني في غزة.
الاحتفالات في غزة:
عقب الإعلان عن الاتفاق، انطلقت الاحتفالات في مختلف مناطق قطاع غزة، حيث عمت الشوارع مشاعر الفرح والاحتفاء بنهاية 15 شهراً من القتال والدمار. وأعرب العديد من سكان غزة عن أملهم في أن يكون هذا الاتفاق بداية لحقبة جديدة من السلام والإعمار.