أثار رئيس الوزراء القطري الأسبق الشيخ حمد بن جاسم تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن دعا إلى عدم عقد اجتماع طارئ لـ جامعة الدول العربية لمناقشة الأوضاع في لبنان وغزة، وذلك خلال انعقاد الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
في منشور عبر منصة "إكس"، عبّر بن جاسم عن أمنيته بألا تُعقد الجامعة اجتماعاً طارئاً بشأن ما يجري في لبنان وغزة. وأوضح قائلاً: "لدي أسباب عديدة تحملني على ذلك التمني لكني لا أريد أن أخوض فيها حتى لا نهبط المعنويات أكثر مما هي عليه الآن". هذه العبارة أثارت تساؤلات حول مدى فاعلية الجامعة في التعامل مع التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة.
تفاعل واسع من النشطاء
تصريحاته أشعلت موجة من التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من النشطاء عن استيائهم من دور جامعة الدول العربية وتساءلوا عن جدوى الاجتماعات التي تعقدها في ظل الأزمات المتفاقمة التي تشهدها المنطقة.
كتب أحد النشطاء تعليقاً على التصريحات: "معك حق، فليس من اجتماعاتكم أي فائدة، وخاصة أنها أصبحت مفرقة للدول العربية... أتذكر عندما تم استثناء مقعد سوريا ومنحه لجهة معارضة لم يعترف بها أحد، ومن ثم عادت سوريا! تخبطكم غريب فعلاً". هذا التعليق يعكس خيبة الأمل التي يشعر بها الكثيرون إزاء دور الجامعة في توحيد المواقف العربية.
انتقادات لأداء الجامعة
تعليقات أخرى جاءت أكثر حدة، حيث أشار أحد المعلقين إلى أن "الجامعة العربية عقدت اجتماع أو لم تعقد، كل ذلك لا يهم، الشعوب العربية في جانب والأنظمة في جانب آخر تمامًا". هذا الموقف يعكس إحساسًا عميقًا بانفصال القرارات السياسية الرسمية عن تطلعات الشعوب العربية.
تجدد الجدل حول دور الجامعة
تصريحات الشيخ حمد بن جاسم سلطت الضوء مجدداً على الدور الذي تلعبه جامعة الدول العربية في القضايا الإقليمية. فالكثيرون يرون أن الجامعة لم تستطع التعامل بفعالية مع الأزمات التي تعصف بالمنطقة، خاصة فيما يتعلق بالصراعات الكبرى مثل ما يحدث في لبنان وغزة.
تأتي هذه التصريحات في وقت حرج بالنسبة للمنطقة، حيث تتزايد التوترات في لبنان نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي، في الوقت الذي تشهد فيه غزة تصعيدًا عنيفًا.
تراجع تأثير الجامعة
خلال السنوات الأخيرة، انتقد الكثيرون جامعة الدول العربية لعدم قدرتها على اتخاذ خطوات فعالة لحل الأزمات الإقليمية. يتساءل البعض عن جدوى وجودها إذا كانت غير قادرة على توحيد المواقف العربية تجاه القضايا الحيوية. من الأمثلة البارزة على هذا التراجع، ما حدث عندما تم تعليق عضوية سوريا في الجامعة ومنح مقعدها للمعارضة السورية، وهو القرار الذي أثار جدلاً واسعاً.
ردود الفعل حول تصريحات بن جاسم
تصريحات الشيخ حمد بن جاسم لم تكن الأولى من نوعها التي تنتقد دور الجامعة العربية، لكنها تأتي في وقت حساس تشهد فيه المنطقة أزمات متعددة. الكثير من النشطاء اعتبروا أن دعوته لعدم عقد اجتماع هي دعوة جريئة تعكس الاستياء العميق من الدور الحالي للجامعة.