أعلن هاني شحادة، المدير الإقليمي لبرنامج تعليم الشباب في مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، أن قطر تدرس حاليًا عدة خيارات لاستعادة القطاع التعليمي في غزة بعد وقف إطلاق النار الدائم. وأوضح أن الهدف من هذه الخطوة هو دمج آلاف الطلاب الذين فقدوا فرصهم التعليمية بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 9 أشهر.
برنامج الفاخورة ودوره في التعليم:
وأشار شحادة إلى أن برامج المؤسسة تستهدف فئات عمرية مختلفة، وأبرزها برنامج "الفاخورة" الذي تأسس لمساعدة شباب غزة على الحصول على التعليم العالي منذ إطلاقه في عام 2010. تم تسمية البرنامج بهذا الاسم تيمناً بمدرسة تابعة للأمم المتحدة دمرها الجيش الإسرائيلي.
ترميم المؤسسات التعليمية بعد حرب 2014:
وأضاف شحادة أن قطر قامت بترميم أكثر من 100 مؤسسة تعليمية في غزة عقب حرب 2014، التي تسببت في تدمير هذه المؤسسات بالكامل. وشملت عمليات الترميم المدارس والجامعات، حيث تم تحسينها باستخدام حلول معمارية فريدة حولتها إلى أماكن للترفيه الثقافي أو ملاجئ أثناء الحروب.
دمار غير مسبوق خلال الحرب الحالية:
وأشار شحادة إلى أن الدمار الذي شهدته غزة خلال الحرب الحالية لم يسبق له مثيل، حيث تم تدمير المؤسسات التعليمية التي تم ترميمها بشكل كامل أو جزئي مرة أخرى. لم ينج بيت "الفاخورة" الذي أنشأته المؤسسة في مدينة غزة من القصف الإسرائيلي، حيث كان يجمع الطلاب وأسرهم للمشاركة في البرامج التعليمية والمشاريع الثقافية.
استئناف العمليات التعليمية:
أوضح شحادة أن المؤسسة نشطة في تنظيم العملية التعليمية محليًا، على الرغم من تقديم منح دراسية للدراسة في قطر. حتى الآن، قدمت المؤسسة منحًا للتعليم والنفقات لـ 100 طالب من غزة، وتم إجلاء بعضهم وتمكنوا من بدء الدراسة.
التعاون مع الجامعات العالمية:
وأكد شحادة أن المؤسسة تبحث مع جامعات مختلفة حول العالم إمكانية قبول طلاب من غزة، وأنها تتعاون مع الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث بدأت بدعم الطلاب ماليًا لإتاحة فرص التعلم الافتراضي.
تحديات التعلم الافتراضي:
ذكر شحادة أن التحديات تشمل قلة الإنترنت ونقص الكهرباء في غزة، مما يصعب تنفيذ التعليم الافتراضي. لكن العديد من الطلاب الفلسطينيين تمكنوا من السفر من غزة إلى مصر ودول أخرى، حيث استفادوا من التعلم عن بعد بالتعاون مع جامعة بير زيت.
مقترحات استعادة القطاع التعليمي:
تلقت المؤسسة العديد من المقترحات من الشركاء المحتملين، بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة، لاستعادة القطاع التعليمي في غزة. تتضمن هذه المقترحات أفكارًا مبتكرة، لكن لا يمكن تنفيذها حتى يتم تحقيق هدنة حقيقية.
المدارس المتنقلة:
أشار شحادة إلى أن المعمارية الشهيرة زها حديد زودت المؤسسة بتصميمات للمدارس "المتنقلة" لمخيمات اللاجئين خلال الأزمة السورية. تدرس المؤسسة تطبيق هذا النموذج في غزة لتجنب انتظار إعادة ترميم المؤسسات التعليمية، وهي عملية قد تستغرق سنوات بسبب صعوبة استيراد مواد البناء.
أثر الحرب على الأطفال والتعليم:
بحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن 625 ألف طفل في سن الدراسة وعشرات الآلاف من الطلاب في غزة محرومون حاليًا من فرصة الدراسة بسبب الحرب. تأسست مؤسسة "التعليم فوق الجميع" في قطر عام 2012، وساعدت أكثر من 16 مليون طفل في 60 دولة في الحصول على التعليم.