أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم أمس، تسلمها المعارض المصري عبد الرحمن القرضاوي من السلطات اللبنانية، بعد توقيفه عند معبر المصنع الحدودي أثناء دخوله من سوريا إلى لبنان. وأوضحت وكالة الأنباء الإماراتية أن الخطوة جاءت بعد تقديم طلب رسمي من وزارة العدل الإماراتية إلى نظيرتها اللبنانية، استنادًا إلى مبدأ المعاملة بالمثل.
التهم الموجهة لعبد الرحمن القرضاوي
اتهمت السلطات الإماراتية عبد الرحمن القرضاوي بارتكاب أعمال تهدد الأمن العام وتثير القلاقل. وأشارت إلى فيديو نشره القرضاوي خلال زيارته للمسجد الأموي في دمشق، حيث احتفى بسقوط النظام السوري ووصف الإمارات والسعودية ومصر بأنها "أنظمة الخزي العربي". واعتبرت الإمارات هذه التصريحات تحريضًا صريحًا ضدها، مما دفعها لطلب تسليمه ومحاكمته.
السياق التاريخي للقضية
عبد الرحمن القرضاوي هو نجل الداعية المصري يوسف القرضاوي، الذي كان معروفًا بارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها الإمارات ومصر كمنظمة إرهابية. وكان عبد الرحمن من أبرز المعارضين لنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وواصل معارضته لحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد الإطاحة بمحمد مرسي في عام 2013.
تفاصيل التسليم والتعاون القضائي
أوضحت مصادر قضائية لبنانية أن القرضاوي تم توقيفه بناءً على مذكرة توقيف مصرية، إلا أن الإمارات قدمت طلب استرداد موازيًا في يناير الماضي. وبعد مراجعة الوثائق المقدمة من الطرفين، وافقت السلطات اللبنانية على تسليم القرضاوي إلى الإمارات، مستندة إلى الإجراءات القانونية ومبدأ المعاملة بالمثل.
ردود الفعل المحلية والدولية
انتشرت أنباء تسليم القرضاوي على نطاق واسع، حيث أثارت ردود فعل متباينة. في مصر، رحب الإعلام المقرب من الحكومة بهذه الخطوة، داعيًا إلى محاكمته بتهم التحريض والإساءة. بينما أثار التسليم تساؤلات من قبل بعض منظمات حقوق الإنسان حول طبيعة المحاكمة التي قد يواجهها القرضاوي.
موقف الإمارات من القضية
أكدت الإمارات أنها لن تتهاون مع أي تهديدات لأمنها واستقرارها، مشددة على أنها ستواصل ملاحقة المطلوبين قانونيًا. وذكرت في بيانها الرسمي أن الخطوة تأتي ضمن جهودها لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
خاتمة
تسليم عبد الرحمن القرضاوي إلى الإمارات يمثل تطورًا جديدًا في العلاقات القضائية بين الدول العربية، ويعكس تشدد الإمارات في ملاحقة المطلوبين بتهم التحريض. ومع استمرار هذه القضية، يبقى التساؤل مفتوحًا حول تأثيرها على الساحة السياسية والإعلامية في المنطقة.