في خطوة تعزز من الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، أعلن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان أن الإمارات تسعى لتعزيز علاقاتها مع واشنطن بعد سلسلة من الخلافات التي شهدتها العلاقة بين البلدين خلال فترة إدارة الرئيس جو بايدن.
أدلى بن زايد بهذه التصريحات عقب زيارة تاريخية لرئيس الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، إلى الولايات المتحدة، حيث أجرى محادثات مهمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالإضافة إلى لقاءات أخرى مع كاملا هاريس، المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، ودونالد ترامب، المرشح الجمهوري. وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيس إماراتي وهو في منصبه منذ تأسيس دولة الإمارات في عام 1971.
وقد أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اللقاء إلى أن الإمارات تعتبر شريكا دفاعيا رئيسيا للولايات المتحدة، وهو تطور رحبت به القيادة الإماراتية. وقال عبد الله بن زايد: "تعزيز العلاقات الدفاعية مع واشنطن يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الثقة في السياسات الأمريكية ويعكس التزام البلدين بالتعاون المشترك في مجال الدفاع والأمن".
كما أضاف وزير الخارجية الإماراتي: "الإمارات تظل متفائلة جدا بشأن مستقبل علاقتها مع الولايات المتحدة، ونتطلع إلى مواصلة العمل مع الإدارة الأمريكية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والدفاعية". وأكد أن أبوظبي تسعى لتحقيق أهداف مشتركة مع واشنطن بما يخدم استقرار المنطقة والعالم.
وأشار بن زايد إلى أن الإمارات تراهن على تعزيز الشراكات في مجالات عدة، منها التكنولوجيا والطاقة المتجددة، والتعاون الأمني والعسكري. وأكد أن هناك توافقًا كبيرًا بين البلدين في ملفات حيوية تتعلق بمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
العلاقات الإماراتية الأمريكية: تاريخ من التعاون الاستراتيجي
تعتبر الإمارات والولايات المتحدة من الشركاء الاستراتيجيين في المنطقة، حيث يعود تاريخ التعاون بين البلدين إلى عقود طويلة. وقد شهدت العلاقات بين البلدين نموا ملحوظا في مجالات متعددة، بدءًا من التعاون العسكري والدفاعي، مرورًا بالشراكة الاقتصادية والاستثمارية، وصولا إلى تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والطاقة.
التوترات خلال إدارة بايدن
رغم العلاقات القوية التي تجمع البلدين، إلا أن هناك بعض الخلافات التي ظهرت خلال فترة إدارة الرئيس جو بايدن، وخاصة في ملفات تتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة. ومع ذلك، يسعى البلدان إلى تجاوز هذه الخلافات وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بما يخدم مصالح البلدين.
الزيارة التاريخية لرئيس الإمارات
زيارة محمد بن زايد إلى الولايات المتحدة تأتي في وقت حساس، حيث تسعى الإمارات إلى تعزيز مكانتها كقوة إقليمية تسعى للتعاون مع القوى الكبرى على الساحة الدولية. الزيارة ليست فقط لتعزيز العلاقات الثنائية، بل لتأكيد الدور الإماراتي كوسيط إقليمي يسعى إلى تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.