وضعت الإمارات شرطًا واحدًا للمشاركة في إعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة، يتمثل في قيام دولة فلسطينية واحدة تسيطر على كل من غزة والضفة الغربية. وقد تم عرض هذه الرؤية أمام رئيس القائمة الموحدة في الكنيست الإسرائيلي، منصور عباس، الذي زار الإمارات الخميس الماضي.
اجتماعات مكثفة مع المسؤولين الإماراتيين
ذكر مسؤولون مطلعون على مضمون اجتماعات عباس في الإمارات أن النقاشات تمحورت حول الحاجة إلى وقف الحرب في غزة، والإفراج عن المختطفين الإسرائيليين، والتخطيط لليوم التالي بعد الحرب، بالإضافة إلى مشروعات اقتصادية في المجتمع العربي تنوي الإمارات دعمها بعد أن تهدأ الأوضاع. وأوضح المسؤولون أن زيارة عباس لم تكن منسقة مع وزارة الخارجية الإسرائيلية أو ديوان رئيس الحكومة، بل تمت بالتنسيق المباشر مع المسؤولين الإماراتيين.
الإحباط من الوضع السياسي الحالي
تشعر الإمارات، مثل باقي الجهات الدولية الأخرى، بالإحباط من عدم وجود أفق سياسي لإنهاء الحرب ومن عدم وجود خطة منظمة من جانب الحكومة الإسرائيلية لليوم التالي بعد الحرب. وأكد المسؤولون أن الإمارات مستعدة للمشاركة في إدارة وإعمار غزة بعد الحرب، بشرط وجود دولة فلسطينية واحدة تسيطر على غزة والضفة الغربية.
رؤية الإمارات لإعادة الإعمار
وفقًا للرؤية الإماراتية، يجب إقامة حكومة تكنوقراط فلسطينية واسعة في غزة، تكون غير سياسية وتحظى بدعم جميع الأطراف في الساحة الفلسطينية. وترى الإمارات أن توحيد القيادة الفلسطينية وتشكيل حكومة تكنوقراط هو السبيل الأمثل لضمان استقرار الوضع في غزة وتحقيق إعادة إعمار فعالة.
مشروعات اقتصادية ودعم مستدام
أوضحت المصادر أن الإمارات تنوي دعم مشروعات اقتصادية في المجتمع العربي بعد استقرار الأوضاع، مما يعكس التزامها بتحقيق تنمية مستدامة في المنطقة. وتشمل هذه المشروعات دعم البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية بما يساهم في تحسين جودة الحياة للسكان.
تحديات أمام تنفيذ الرؤية
رغم الوضوح في الرؤية الإماراتية، يبقى تحقيق هذا الشرط تحديًا كبيرًا في ظل الانقسامات السياسية القائمة بين الفصائل الفلسطينية. إلا أن المبادرة الإماراتية تمثل خطوة هامة نحو تحقيق الوحدة الفلسطينية والاستقرار في المنطقة، وهو ما يمكن أن يكون مفتاحًا لإعادة إعمار غزة بشكل فعال ومستدام.