التغير المناخي وعلاقته بتحول جزيرة العرب إلى مروج وأنهار
تحدث الدكتور عبدالله المسند عن السيناريو الأول الذي يعتمد على التغير المناخي بفعل الأنشطة البشرية. وأوضح أن هذا التغير يؤدي إلى تبدل في مراكز الضغط الجوي السطحي والعلوي، مما يفتح المجال أمام الرطوبة القادمة من بحر العرب والمحيط الهندي، مشيرًا إلى أن هذا السيناريو مشابه لما حدث منذ حوالي 7 آلاف عام.
وأضاف أن تأثير هذا التغير قد يؤدي إلى هطول أمطار صيفية غزيرة، كما شهدتها السعودية في الأعوام الأخيرة، مما يساهم تدريجيًا في تحول المنطقة إلى بيئة خضراء مفعمة بالحياة.
النشاط البركاني وتأثيره على مناخ المنطقة
أما السيناريو الثاني، فيرتبط بالنشاط البركاني، حيث أوضح المسند أن السعودية تحتوي على أكثر من 2000 بركان خامد، غالبيتها في المنطقة الغربية ضمن ما يُعرف بـ"الدرع العربي".
وبيّن أن انفجار بركان واحد ضخم، مثل بركان الوعبة قرب الطائف، يمكن أن يغير المناخ العالمي بأسره في حال استمر نشاطه لأسبوعين فقط. وأكد أن الغبار البركاني الناتج قد يقلل من أشعة الشمس الواصلة إلى الأرض، مما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة، ويخلق بيئة مواتية لتوسع الرقعة الخضراء وتحول أراضي الجزيرة إلى أنهار ومروج.
اصطدام النيازك: سيناريو محفوف بالمخاطر
السيناريو الثالث الذي وصفه المسند بـ"الأخطر" يتمثل في احتمال اصطدام نيزك كبير بالأرض. وأشار إلى أن الغبار الناتج عن الاصطدام قد يحجب أشعة الشمس لفترة طويلة، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في درجات الحرارة وخلق شتاء دائم يمتد لمدة عام كامل.
وأشار إلى أن هذه التغيرات المناخية قد تجعل مناخ جزيرة العرب مشابهًا لمناطق باردة مثل النرويج والسويد، مما يسهم في تحول البيئة الصحراوية إلى مساحات خضراء مغطاة بالأنهار.
التغيرات الفلكية وتأثيرها على مناخ الجزيرة
تناول المسند السيناريو الرابع المتمثل في التغيرات الفلكية، موضحًا أن أي تغير في ميل محور الأرض "23.5 درجة" نتيجة اصطدام كويكب أو تأثير طاقة جاذبة من كوكب آخر قد يعيد توزيع مراكز الضغط الجوي.
وأضاف أن هذه التغيرات يمكن أن تؤدي إلى هطول أمطار غزيرة على جزيرة العرب، مما يعيد إليها المروج والأنهار. وأكد أيضًا أن التغيرات في طاقة الشمس الواصلة إلى الأرض قد تلعب دورًا جوهريًا في هذه التحولات.
علامة من علامات الساعة الصغرى؟
ربط المسند هذه السيناريوهات بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن عودة جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا، معتبرًا أن هذه الظاهرة قد تكون من علامات الساعة الصغرى.
واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية دراسة الظواهر الطبيعية والمناخية بعناية لفهم التحولات المستقبلية التي قد تشهدها المنطقة، ودورها في رسم ملامح جديدة للحياة على جزيرة العرب.