في خطوة إنسانية تؤكد التزام المملكة العربية السعودية بدعم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وتسهيل اندماجهم في سوق العمل، ألغت نائبة وزير السياحة، الأميرة هيفاء آل سعود، شرط "سلامة الحواس الخمس" للمرشدين السياحيين، وذلك خلال جلسة حوارية عُقدت مع طلاب كلية السياحة في جامعة الملك سعود.
خلال الجلسة، قدّم طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة طلباً إلى الأميرة هيفاء، يطالب فيه بإلغاء شرط "كامل الحواس"، موضحاً أن هذا الشرط يمثل عائقاً كبيراً أمام الأشخاص من فئته للعمل كمرشدين سياحيين. وفي استجابة سريعة ومباشرة، قامت الأميرة هيفاء بطلب هاتفها الشخصي وأجرت اتصالاً بالمسؤولين في وزارة السياحة لتوجيههم بإلغاء هذا الشرط، مؤكدةً أنه يتسبب في تمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتمتعون بكفاءة عالية في أداء مهامهم.
وقالت الأميرة هيفاء خلال الجلسة: "ميزنا ضد ذوي الاحتياجات الخاصة بهذا الشرط"، وأضافت أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يستطيعون العمل في هذا المجال بكفاءة رغم عدم تمتعهم بكامل الحواس، وأن هذا الشرط كان عقبة أمامهم دون مبرر حقيقي.
استجابة واسعة وتفاعل كبير
لاقى موقف الأميرة هيفاء آل سعود تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد النشطاء بتصرفها السريع والداعم لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. وأعرب العديد من المعلقين عن تقديرهم لهذه الخطوة الإنسانية، مؤكدين أنها تعكس توجه المملكة نحو دعم كل فئات المجتمع وتهيئة بيئة عمل شاملة للجميع.
كتب أحد المغردين: "الأميرة هيفاء بنت محمد آل سعود نائب وزير السياحة ألغت اليوم في جلسة حوارية شرط من شروط رخصة الإرشاد السياحي بناء على طلب أحد الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة. سرعة الاستجابة والاتصال بالمسؤول ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة يؤكد أننا نعيش في وطن عظيم".
وأضافت مغردة أخرى: "تشرفت اليوم بحضور الجلسة الحواريه للأميرة هيفاء آل سعود.. للأمانة أغبط طالبات وطلاب كلية السياحة لأنهم يمتلكون نائب وزير فوق الرائع مثل سمو الأميرة هيفاء.. تعاملها جداً راقي ويمثل قدوة للجميع".
دعم ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع السياحة
يشكل قرار إلغاء شرط "سلامة الحواس الخمس" خطوة مهمة نحو تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الانخراط في سوق العمل السياحي، والذي يعد أحد القطاعات الرئيسية في رؤية المملكة 2030. يسعى قطاع السياحة في المملكة إلى تعزيز دور المرشدين السياحيين في تقديم تجارب سياحية مميزة للزوار، ولا يمكن تجاهل القدرات الكبيرة التي يمتلكها الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا المجال.
المرشد السياحي لا يحتاج بالضرورة إلى التمتع بكامل الحواس لتقديم تجربة استثنائية للزوار. فقد أشار العديد من الخبراء إلى أن قدرة المرشد على التواصل والتفاعل مع السياح، وتقديم المعلومات بطريقة جذابة وشاملة، هو ما يحدد كفاءته، وليس سلامة جميع حواسه. وبهذا القرار، تكون الأميرة هيفاء قد ألغت عائقًا كبيرًا كان يقف في وجه العديد من المؤهلين للعمل في هذا المجال.