هل تصبح المملكة العربية السعودية هدفًا لضربة عسكرية؟ تحليل الأبعاد الأمنية والسياسية والاقتصادية

تستمر الصحافة الغربية في إقناعنا أن توقيع اتفاقية أمنية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة قد يحدث قريبًا، ولم يتبق سوى الاتفاق على بعض التفاصيل الصغيرة. فهل هذا صحيح؟

البعد الأمني
تحييد التهديد الإيراني
بعد تطبيع العلاقات مع إيران، شهدت المملكة العربية السعودية تحسنًا ملحوظًا في مستوى الأمن، حيث تم تحييد التهديد الرئيسي المتمثل في الحرب مع إيران، ولو لفترة مؤقتة. رغم إمكانية التراجع عن التطبيع نظريًا، إلا أن الوضع الحالي لا يدعو للقلق.

اتفاقية أمنية محتملة
الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة تشكل تهديدًا للتطبيع والسلام في المنطقة، حيث قد تجر السعودية إلى صراع محتمل بين إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران، وفي المستقبل، ضد الصين.

الدور الغربي في اليمن
انتهاء الحرب في اليمن يظهر ضعف الثقة في التحالفات الهجومية مع الغرب والولايات المتحدة، حيث لم يساهم هذا التحالف في تحقيق النصر للسعودية. لذلك، يصبح من غير المجدي إزعاج الأعداء والأصدقاء لتحقيق مكاسب غير موجودة.

التطبيع مع إسرائيل
التطبيع مع إسرائيل، في ظل الظروف الراهنة وخاصة الإبادة الجماعية في غزة، سيقوض موقف النخبة السعودية الحاكمة في العالم الإسلامي وداخل المملكة، خاصة في حال حدوث انهيار اقتصادي وتراجع الطلب على النفط.

التزام واشنطن
الالتزام الوحيد الذي قد تتحمله واشنطن بموجب هذه المعاهدة هو عدم مهاجمة السعودية نفسها. ولكن الثمن سيكون باهظًا، إذ يتطلب ذلك التخلي عن التركيز على الصين ووقف تطبيع العلاقات مع إيران.

البعد السياسي
من الصعب تصور كيف يمكن للولايات المتحدة تعويض السعودية عن الأضرار التي ستلحق بسمعتها في العالم الإسلامي والتكاليف الأخرى. وقد تكون هذه التكاليف بلا جدوى في ظل الشكوك حول قدرة إسرائيل على البقاء كدولة بعد التغيرات الجيوسياسية العالمية.

البعد الاقتصادي
أظهر اليمنيون الشجعان بالفعل الثمن الاقتصادي الذي يمكن أن تدفعه الدول الداعمة لإسرائيل. وتعد السعودية الأكثر هشاشة بهذا المعنى، حيث أن أي فوائد اقتصادية محتملة من التطبيع مع إسرائيل ستكون أقل بكثير من الخسائر المحتملة.

الاستنتاج
بناءً على المصلحة الاستراتيجية للسعودية، فمن المنطقي أن تماطل المملكة في توقيع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة لكسب الوقت والمساومة. يجب على السلطات السعودية بذل قصارى جهدها لتجنب توقيع هذه الاتفاقية، حيث أن الفوائد الاقتصادية والسياسية والأمنية لا تستحق المخاطر المحتملة.




إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

برأيك .. حرائق لوس انجلوس مفتعلة أم حادث؟