منذ عام 2012، وعلى الرغم من المخاطر الجسيمة، قامت منظمة العدالة والمساءلة الدولية (CIJA) بجمع أكثر من 1.3 مليون صفحة من الأدلة ضد الرئيس السوري بشار الأسد وكبار قادته. هذه الجهود التي تشارك فيها محققون مخضرمون مثل ويليام وايلي، تهدف إلى تقديم المسؤولين السوريين إلى العدالة على خلفية الجرائم المرتكبة خلال الحرب الأهلية السورية.
خلال هذه السنوات، خضع المحققون للكثير من المخاطر، حيث تعرضوا لعمليات اختطاف وقتل في بعض الحالات أثناء محاولاتهم جمع الوثائق داخل سوريا. ورغم ذلك، استمرت المنظمة في جمع الأدلة بشجاعة، مما أتاح لهم فرصة بناء قضية قوية ضد النظام السوري.
ويعرب السيد وايلي عن ثقته بأن الأدلة التي تم جمعها بالفعل كافية لإثبات تورط النظام السوري في العديد من الجرائم المروعة. وتقول التوقعات أن هناك ملايين من الصفحات من الوثائق الأمنية والمخابراتية المنتشرة في أنحاء البلاد، مما يعزز الأمل في أن العدالة ستصل في نهاية المطاف.
في الآونة الأخيرة، تزايدت التحديات الأمنية التي تواجه CIJA، حيث كانت المنظمة مجبرة على نقل مكاتبها بسبب تهديدات متزايدة من حلفاء النظام السوري. لكن، على الرغم من هذه المخاوف، يستمر المحققون في عملهم، ويعملون الآن مع جماعات مثل هيئة تحرير الشام على الأمل في بناء تعاون يساعد في جمع المزيد من الأدلة وتعزيز آفاق المحاسبة.
إن الجهود المستمرة من قبل CIJA تأتي في وقت حساس، حيث تسعى المنظمات الإنسانية والدولية للمساعدة في إعادة بناء النظام القضائي السوري الذي تم تدميره بفعل سنوات من النزاع.
ختامًا، تعتبر هذه الجهود نقطة تحول في مسار العدالة السورية، حيث يمكن لهذه الأدلة أن تشكل أساسًا لإجراءات قانونية دولية في محاكمة القادة السوريين الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية.