التأجيلات المتواصلة لمشروع السكك الحديدية عالية التردد بين تورنتو ومدينة كيبيك: ما وراء التأخيرات والانتخابات المقبلة

الكنديون الذين يتطلعون إلى تقدم مشروع السكك الحديدية عالية التردد بين تورنتو ومدينة كيبيك في هذا العام سيواجهون مزيداً من التأخيرات، مما يثير القلق بشأن إمكانية تنفيذ المشروع في الوقت المحدد. في خطوة غير متوقعة، قررت الحكومة الفيدرالية تأجيل عملية اختيار المقاول الفائز بعد تمديد العطاءات، وهو ما يعني تأجيل الإعلان عن الشريك الذي سيشرف على بناء وتشغيل السكك الحديدية إلى أواخر عام 2024.

هذا التأجيل يعتبر بمثابة انتكاسة طفيفة للمشروع الذي من المتوقع أن يمتد على أكثر من عقد من الزمان. لكن في الوقت نفسه، يعكس التأجيل تحديات كبيرة تواجهه الحكومة الفيدرالية في تنفيذ هذه الخطط الكبيرة التي تأخرت بالفعل في الماضي، مما يثير القلق لدى المراقبين بشأن تنفيذ المشروع في المستقبل. علاوة على ذلك، يثير التغيير المحتمل في الحكومة بعد استقالة رئيس الوزراء جاستن ترودو شكوكاً حول إمكانية استمرار المشروع، خاصةً إذا حدث تغيير سياسي في كندا بعد الانتخابات المقبلة.

تتمثل أحد العقبات الرئيسية في هذا المشروع في اختيار كونسورتيوم لقيادة عمليات التخطيط والبناء، بالإضافة إلى تشغيل وصيانة السكك الحديدية بعد الانتهاء من المشروع. كان من المفترض أن يتم اختيار الشريك في أوائل ديسمبر 2023، ولكن لم يتم الإعلان عن أي تطورات بشأن هذا الأمر حتى الآن، مما يزيد من القلق بشأن مستقبل المشروع.

في عام 2021، وضع الليبراليون الفيدراليون خطة لتطوير ممر سكك حديدية سريع بين تورنتو ومدينة كيبيك، يمر عبر عدة مدن رئيسية مثل أوتاوا ومونتريال ولونترال. تقدرت الحكومة الكندية تكلفة المشروع بين 6 و12 مليار دولار، وكان الهدف من هذه السكك الحديدية هو تحسين خدمات النقل وجعل القطارات أكثر سرعة، مقارنة مع القطارات الحالية التي تعاني من التأخيرات المستمرة.

ولكن التأجيلات المستمرة تثير تساؤلات عديدة حول مصير المشروع، خاصة في ظل الوضع السياسي المضطرب. فقد أعلن رئيس الوزراء ترودو عن استقالته، مما يعنى أن الحكومة قد تشهد تغييرات جديدة تؤثر على خطط السكك الحديدية. كما أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الانتخابات المقبلة قد تؤدي إلى فوز حزب المحافظين، مما يعنى أن المشروع قد يخضع لإعادة تقييم وربما يلغي تماماً، بحسب بعض التصريحات.

ويؤكد الخبراء أن التأخير في المشروع ليس أمراً مفاجئاً، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن المشاريع الكبيرة مثل هذا المشروع تواجه عادة تأخيرات ومشاكل تكاليفية. ومع ذلك، فإن التأخيرات المتواصلة قد تؤثر على جدول الزمن المقرر للمشروع، مما يثير القلق من أن السكك الحديدية السريعة بين تورنتو ومدينة كيبيك قد تصبح مرة أخرى مجرد حلم بعيد المنال.

أشار تيري جونسون، رئيس مجموعة "نقل الركاب في كندا"، إلى أن التأخيرات الأخيرة قد تجعل المشروع عرضة لإلغاء الحكومة الجديدة في حال تغيرت القيادة السياسية في كندا. في حين يعتقد الباحثون في مجال النقل والتخطيط الحضري أن التأخيرات في مثل هذه المشاريع ليست غير عادية، إلا أن المراقبين يعتبرون أن التأجيل قد يتسبب في فقدان المشروع لفرصه في الاستمرار.

المحافظة على استمرارية هذا المشروع الضخم ستعتمد بشكل كبير على الانتخابات المقبلة واحتمالات التغيير السياسي، وما إذا كانت الحكومة القادمة ستلتزم بمواصلة هذه المشاريع الكبرى التي تعتبر ضرورية لتحسين بنية النقل في كندا.




إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

برأيك .. حرائق لوس انجلوس مفتعلة أم حادث؟