كندا تستعد لحرب تجارية مع الولايات المتحدة
منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن خطط لفرض ضريبة استيراد بنسبة 25٪ على السلع الكندية، بدأت الحكومة الكندية في وضع استراتيجيات للرد على هذه التهديدات التجارية. وتكمن أهمية هذه القضية في أن كندا تعد أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، حيث استوردت الولايات المتحدة سلعًا كندية قيمتها 419 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يعكس حجم العلاقات التجارية القوية بين البلدين.
وفي ضوء هذا التوتر التجاري، يُتوقع أن تفرض كندا رسوماً جمركية على مجموعة واسعة من السلع الأمريكية التي تصدر إلى كندا. وأشارت بعض المصادر إلى أن هذه الرسوم ستستهدف منتجات مثل الخزف، والصلب، والأثاث، وبعض المشروبات الكحولية، بالإضافة إلى عصير البرتقال وأطعمة الحيوانات الأليفة. كما قد تشمل قائمة السلع المنتقاة صادرات الطاقة الأمريكية، حيث ترى كندا أن هذه خطوة مهمة لإظهار قدرتها على الرد بقوة على التهديدات الأمريكية.
التداعيات الاقتصادية للحرب التجارية
وفقاً لخبراء الاقتصاد، فإن اندلاع حرب تجارية بين كندا والولايات المتحدة سيؤدي إلى زيادة أسعار العديد من السلع الاستهلاكية في كلا البلدين، وقد تؤثر سلباً على الشركات والعائلات من الجانبين. وفي حديث مع شبكة CNN، قال رئيس مجلس الأعمال الكندي، جولدي هايدر، إن التعريفات الجمركية قد تلحق ضرراً كبيراً بالشركات الكندية، التي تواصل التفاوض مع الحكومة بشأن الرد الأمثل على هذه التهديدات.
وفي الوقت ذاته، يستعد قادة الأعمال الكنديين للمواجهة المحتملة مع الولايات المتحدة، وقد أعربوا عن ضرورة اتخاذ تدابير مدروسة لضمان عدم تأثير هذه الحرب التجارية على الاقتصاد الكندي. وكان البعض منهم قد اقترح أن يكون الرد على الرسوم الأمريكية متوازنًا، في حين يرى آخرون ضرورة اتخاذ موقف حاسم ضد هذه التحركات من أجل حماية الصناعة المحلية.
الخطط الأمريكية وتصريحات ترامب
من جانبه، لم يتوانَ الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن تأكيد تهديداته بفرض الرسوم الجمركية على كندا إذا لم تتعاون في معالجة قضايا مثل تدفق المخدرات عبر الحدود. وذكر ترامب في وقت سابق أنه إذا انضمت كندا إلى الولايات المتحدة في اتحاد أكبر، فلن تكون هناك حاجة للرسوم الجمركية، وستستفيد كندا من تخفيضات ضريبية كبيرة، في خطوة وصفها بأنها "حماية أمنية" ضد تهديدات أخرى.
كما أضاف ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال" أن اندماج كندا مع الولايات المتحدة سيكون الحل الأفضل لتجنب رسوم جمركية قد تضر بالاقتصاد الكندي بشكل كبير. ورغم أن هذه التصريحات تحمل طابع المزاح، إلا أنها تعكس توجهات ترامب الاقتصادية التي قد تشكل تحديات كبيرة للسياسة الكندية.
كندا في مواجهة التهديدات الأمريكية
تستعد كندا بكل جدية لمواجهة أي تداعيات قد تترتب على فرض الرسوم الجمركية من قبل الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إن الحكومة الكندية لن تتردد في اتخاذ إجراءات انتقامية من أجل حماية اقتصادها الوطني. وأضافت أن كندا تمتلك وسائل الضغط اللازمة في حال تم فرض رسوم جمركية على المنتجات الكندية.
ويعتبر قرار كندا في الاستعداد لهذه الحرب التجارية خطوة استراتيجية لضمان عدم تأثر اقتصادات الشركات والمواطنين الكنديين بشكل كبير. وأكدت جولي على أهمية أن يعي الرئيس المنتخب ترامب وحكومته أن هناك عواقب حقيقية إذا تم تنفيذ خطط الرسوم الجمركية ضد السلع الكندية.