في واقعة عنصرية مروعة، تعرضت سيدتان محجبتان لهجوم عنيف في شوارع مدينة لندن بمقاطعة أونتاريو الكندية. الرجل المعتدي، البالغ من العمر 79 عامًا، هاجم السيدتين باللكمات ووجه لهما تهديدات بسكين كان يلوح به، وسط صراخه بعبارات معادية للدين. هذه الحادثة التي أثارت حالة من الغضب العام في كندا دفعت رئيس الوزراء جاستن ترودو إلى إدانتها بشدة عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقًا).
تفاصيل الاعتداء العنصري
بدأت الحادثة عندما كانت السيدتان تسيران في شوارع لندن، أونتاريو، وتفاجأتا بهجوم الرجل المسن الذي بدأ بالصراخ عليهما بعبارات عدائية للدين الإسلامي. ولم يكتفِ بالصراخ فحسب، بل قام بلكم السيدتين على وجهيهما بينما كان يلوح بسكين في محاولة لترويعهن. وبعد وقوع الحادثة، تمكنت السيدتان من الاتصال بالشرطة للإبلاغ عن الاعتداء.
استنكار جاستن ترودو للحادثة
رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، عبّر عن استنكاره الشديد لهذا الاعتداء العنصري، مؤكدًا أن حكومته ملتزمة بمحاربة الكراهية والعنصرية بجميع أشكالها. في منشوره عبر منصة إكس، قال ترودو: "تم إبلاغي بحادثة الاعتداء العنيف الذي تعرضت له سيدتان محجبتان في مدينة لندن. هذا الاعتداء العنصري غير مقبول بتاتًا، ويجب علينا أن نواصل العمل لمحاربة الكراهية والعنصرية في مجتمعنا".
كما أضاف ترودو أن الحكومة الكندية لن تتهاون مع أي نوع من أنواع العنف الموجه ضد الفئات المستضعفة، داعيًا جميع المواطنين إلى التكاتف لمواجهة تلك الجرائم البغيضة التي تمزق نسيج المجتمع الكندي المتنوع.
دور المجلس الوطني للمسلمين الكنديين
من جانبه، ذكر المجلس الوطني للمسلمين الكنديين في بيانٍ له أن الحادثة هي جزء من سلسلة من الاعتداءات التي تستهدف المسلمين في كندا. أشار المجلس إلى أن تزايد حوادث الإسلاموفوبيا يدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية وحازمة لضمان سلامة الجالية المسلمة. وقال المجلس في بيانٍ له: "لا يمكننا تجاهل تصاعد جرائم الكراهية ضد المسلمين في كندا. يجب على الحكومة والمؤسسات اتخاذ إجراءات صارمة لحماية المجتمع المسلم".
جهود الشرطة واعتقال الجاني
بعد تلقي البلاغ، تمكنت شرطة لندن من التحرك بسرعة والقبض على المعتدي، الذي يبلغ من العمر 79 عامًا. ووجهت الشرطة له تهمًا بالاعتداء والتخريب، إضافة إلى أنها فتحت تحقيقًا شاملًا في الحادثة باعتبارها جريمة كراهية. وأكدت الشرطة أن هذا النوع من الجرائم لن يتم التسامح معه، وأنها ستستمر في متابعة التحقيقات للتأكد من تقديم الجاني إلى العدالة.
في بيانها حول الحادثة، قالت شرطة لندن: "نحن ملتزمون بضمان سلامة جميع المواطنين في مدينتنا، ولن نتسامح مع أي نوع من أنواع التمييز أو الكراهية. هذه الجريمة يتم التحقيق فيها كحادثة كراهية عنصرية، وسنواصل دعم الضحايا وضمان حصولهم على العدالة".
انتشار جرائم الكراهية في كندا
تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن جرائم الكراهية ضد المسلمين في كندا شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مما يدعو إلى القلق بشأن تزايد التوترات العرقية والدينية في المجتمع. وقد دعت العديد من المنظمات الحقوقية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة تلك الجرائم وتوفير حماية أكبر للأقليات الدينية والإثنية في البلاد.