أظهرت دراسة حديثة أُجريت في جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا أن استخدام اختصارات الرسائل النصية قد يؤثر بشكل غير مباشر على كيفية إدراك الآخرين للمصداقية. حيث أجرى الباحثون 8 تجارب نصية شملت أكثر من 5300 شخص، ووجدوا أن استخدام اختصارات شائعة مثل "LOL" (التي تعني "أضحك بصوت عال") بدلاً من كتابتها بشكل كامل قد يجعل المحادثة تبدو أقل اهتمامًا وأقل تفصيلًا، مما يعزز الانطباع بأن المرسل قد لا يكون صادقًا.
أثر اختصارات الرسائل النصية على المصداقية: وفقًا للدكتور ديفيد فانغ، الباحث الرئيسي في الدراسة، "اعتدنا على أن استخدام الاختصارات في الرسائل النصية يوحي بعلاقة غير رسمية، لكننا فوجئنا أن هذه الاختصارات قد تؤدي إلى تصورات سلبية حول الشخص الذي يستخدمها". وأضاف فانغ أن الدراسة كشفت عن نتائج متباينة، خاصة فيما يتعلق بالعمر، حيث أظهر الشباب ميلًا أكبر لاستخدام هذه الاختصارات، لكنهم في الوقت نفسه كانوا أكثر ترددًا في استخدامها عند التعامل مع أشخاص جدد أو في محادثات مهمة.
الشباب واستخدام الاختصارات: بينما يرتبط استخدام اختصارات مثل "LOL" بشكل شائع بالأجيال الأصغر، تشير الدراسة إلى أن تأثير هذه الاختصارات في بناء الثقة قد يكون له تداعيات على المدى البعيد. حيث يمكن أن تقلل من قيمة المحادثات الجادة أو الرسمية. ولذلك، رغم استخدام هذه الاختصارات بشكل شائع بين الشباب، إلا أن هؤلاء نفسهم أبدوا ترددًا في استخدامها في مواقف معينة، وهو ما يعكس بعض القلق بشأن تأثيرها على الصورة العامة للمرسل.
هل يجب التوقف عن استخدام الاختصارات؟ يرى الباحثون أن استخدام الاختصارات في الرسائل النصية ليس بالضرورة خطأً، لكنه يجب أن يُستخدم بحذر. ففي حالات مثل إرسال رسائل سريعة لطلب شيء بسيط أو التفاعل مع خدمات سريعة مثل طلبات التوصيل، قد يكون من المقبول استخدام الاختصارات. لكن عندما يتعلق الأمر ببناء علاقات جديدة أو ترك انطباع جيد، يُنصح بتجنب هذه الاختصارات وكتابة الرسائل بشكل كامل.
تأثير الاختصارات على العلاقات الاجتماعية: أحد أهم الأبعاد التي أكدت عليها الدراسة هو التأثير طويل الأمد لاستخدام هذه الاختصارات على الروابط الاجتماعية. يمكن أن تؤدي هذه الاختصارات إلى تقليص التفاعل الإيجابي بين الأفراد مع مرور الوقت. ولعل هذا هو السبب في أن الباحثين حذروا من أن الاستخدام المفرط لهذه الاختصارات قد يؤثر سلبًا على علاقاتنا الاجتماعية ويقلل من تفاعلنا الجاد مع الآخرين.