مع تزايد الاعتماد على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في حياتنا اليومية، أصبحت هذه التكنولوجيا جزءاً أساسياً من حياة الأطفال أيضاً. ولكن كيف يؤثر هذا الاستخدام على أدمغة الأطفال النامية، وخاصة مهاراتهم اللغوية؟
دراسة جديدة تكشف التأثير السلبي
أجرت مجموعة من العلماء في إستونيا دراسة استقصائية شملت أكثر من 400 طفل تتراوح أعمارهم بين عامين ونصف وأربع سنوات. قام الباحثون بتحليل كيفية تأثير استخدام الهواتف الذكية من قبل الأهل على مهارات اللغة لدى أطفالهم. طُلب من الأهالي تقدير الوقت الذي يقضيه كل فرد من الأسرة في استخدام الأجهزة الذكية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وملء استبيانات لتقييم مهارات أطفالهم اللغوية.
نتائج الدراسة
توصلت الدراسة إلى أن استخدام الآباء والأمهات المكثف للهواتف الذكية كان مرتبطاً بسلوك مشابه لدى الأطفال، مما أثر سلباً على مهاراتهم اللغوية. الأطفال الذين استخدموا الشاشات بشكل أقل سجلوا درجات أعلى في اختبارات القواعد والمفردات. لم يكن لأي شكل من أشكال استخدام الأجهزة الذكية تأثير إيجابي على تطوير مهارات اللغة.
أهمية التفاعلات اليومية في التطور اللغوي
أوضحت الدكتورة تيا تولفيست، من جامعة Tartu، التي قادت الدراسة، أن "أنماط استخدام الأطفال للهواتف والأجهزة اللوحية تشبه إلى حد كبير أنماط آبائهم وأمهاتهم". وأضافت: "يؤكد الباحثون على أهمية التفاعلات اليومية مع البالغين في التطور اللغوي المبكر". المحادثات المستمرة مع البالغين تعزز مفردات الأطفال وتساهم في تحسين مهاراتهم اللغوية. لكن، يمكن أن تؤدي الهواتف الذكية إلى تعطيل هذه التفاعلات، خاصةً إذا كان الشخص البالغ مشغولاً بالرسائل النصية والإشعارات.