في قضية هي الأولى من نوعها في الولايات المتحدة، تم القبض على مايكل سميث، البالغ من العمر 52 عامًا، بتهم تشمل الاحتيال الإلكتروني وغسيل الأموال، وذلك بعد تورطه في عملية احتيال معقدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتضخيم أرقام البث الموسيقي بشكل مصطنع عبر منصات البث الكبرى مثل Spotify وApple Music وAmazon Music.
مايكل سميث: الاحتيال باستخدام الذكاء الاصطناعي لجني الملايين
مايكل سميث، الذي وُجهت له تهم الاحتيال الإلكتروني وغسيل الأموال، يُشتبه في قيامه بعملية احتيال تمتد لأكثر من 6 سنوات. وقد اعتمدت هذه العملية على تحميل الأغاني التي تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي على منصات البث الموسيقي المختلفة، ومن ثم استخدام آلاف الروبوتات لتشغيل هذه الأغاني ملايين المرات، مما سمح له بجني عائدات ضخمة بشكل غير قانوني.
كيف بدأ الاحتيال؟
وفقًا للتحقيقات، بدأ سميث عملياته الاحتيالية بتحميل موسيقاه الخاصة على منصات البث في البداية، لكنه سرعان ما اكتشف أن مكتبة أغانيه الشخصية لم تكن كافية لتحقيق عائدات كبيرة. وهنا جاءت الفكرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي. ففي عام 2018، لجأ سميث إلى توظيف شركة لإنشاء الموسيقى باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبدأ بإنتاج مئات الآلاف من الأغاني الوهمية التي أعطاها أسماء عشوائية وألحقها بفنانين غير موجودين، مما جعل الأمر يبدو وكأنها أعمال فنية حقيقية.
استخدام الروبوتات لتضخيم الأرقام
بعد إنتاج الموسيقى، استخدم سميث الآلاف من الروبوتات المبرمجة خصيصًا لبث هذه الأغاني على مدار الساعة. ووفقًا للتهم الموجهة إليه، كانت الروبوتات مصممة بشكل دقيق لتبدو وكأنها حسابات مستخدمين شرعيين على منصات البث، مما ساعد في تضليل هذه المنصات ودفعها لتوزيع عائدات البث إلى سميث بناءً على عدد الاستماعات المزيفة.
الأرباح غير المشروعة: 10 ملايين دولار منذ 2017
منذ بدء العملية في 2017 وحتى وقت القبض عليه، تمكن سميث من تحقيق أرباح هائلة تجاوزت 10 ملايين دولار. ولم تكن هذه الأرباح تأتي فقط من منصات بث الأغاني، بل استغل سميث تقنيات حديثة لإخفاء هويته وتضليل الجهات المختصة، حيث استخدم شبكات VPN وعناوين بريد إلكتروني وهمية لتجنب اكتشاف نشاطه غير القانوني.
كيف تم اكتشاف الجريمة؟
استمر سميث في عمليته حتى تدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لفتح تحقيق في نشاطه. وبعد جمع الأدلة والشهادات، توصل المحققون إلى أن سميث لم يكن يعمل بمفرده، بل كان لديه شركاء في المؤامرة، حيث قام بتوظيف مروجين موسيقيين وأشخاص لديهم خبرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي. واستند المحققون إلى تحليلات رقمية معقدة تتبعت عمليات البث المزيفة حتى تمكنوا من كشف الجريمة.
عواقب الاحتيال: عقوبة قد تصل إلى 20 عامًا في السجن
تواجه مايكل سميث الآن تهم الاحتيال الإلكتروني وغسيل الأموال، وتعتبر كل تهمة منهما عقوبتها القصوى تصل إلى 20 عامًا في السجن. ويعني ذلك أن سميث قد يواجه عقوبات كبيرة إذا تم إدانته في المحاكمة القادمة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر هذه القضية على صناعة البث الموسيقي بشكل كبير، خاصة أن هذه هي أول قضية جنائية من نوعها تتعلق باستخدام الروبوتات لتضخيم أرقام البث بشكل غير قانوني.
ردود الفعل من منصات البث الموسيقي
لم تصدر حتى الآن تصريحات رسمية من منصات البث الكبرى مثل Spotify وApple Music حول هذه القضية، إلا أن التوقعات تشير إلى أن هذه المنصات قد تتخذ إجراءات صارمة في المستقبل لمنع حدوث مثل هذه الجرائم. يُتوقع أن تتضمن هذه الإجراءات تعزيز أنظمة الرقابة والمراجعة على الحسابات والمحتويات الموسيقية المنشورة على هذه المنصات.