تأثرت الأسواق المالية العالمية مجدداً بالمخاوف الجيوسياسية بعد التصعيد بين إيران وإسرائيل، ما ألقى بظلاله على سوق العملات المشفرة، حيث تشهد "بيتكوين" تزايداً ملحوظاً في نشاط التحوط من قبل المستثمرين تحسباً لاحتمال تراجع حاد في السعر، رغم بقائها قرب مستوياتها التاريخية المرتفعة.
وأظهرت بيانات صادرة عن منصة "ديربيت" لتداول الخيارات أن نسبة عقود البيع إلى الشراء بلغت 2.17 خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ما يعكس ميلاً متزايداً نحو الحذر في أوساط المستثمرين، لا سيما عبر عقود قصيرة الأجل تتيح بيع العملة عند أسعار محددة.
ووفقاً لتقرير وكالة "بلومبيرغ"، شهدت خيارات "بيتكوين" المنتهية في 20 يونيو/حزيران طلباً كبيراً على عقود البيع عند مستوى 100 ألف دولار، مع بلوغ نسبة عقود البيع إلى الشراء 1.16، ما يشير إلى أن السوق تتوقع احتمال حدوث تصحيح سعري قريب.
ورغم هذا التوجس، لا تزال "بيتكوين" في مستويات مرتفعة نسبياً، بعدما سجلت أعلى سعر تاريخي لها عند 111,980 دولاراً في 22 مايو/أيار، مدعومة بعودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي، وهو ما اعتبره كثيرون دفعة قوية لقطاع العملات الرقمية. واستقرت مؤخراً عند 104,377 دولاراً، فيما تراجعت بنسبة طفيفة إلى 103,620 دولاراً يوم الأربعاء.
التحركات الأخيرة تعكس توجه المستثمرين إلى إعادة ضبط استراتيجياتهم في ظل بيئة تتسم بالمخاطر المرتفعة، مع تفضيل الأدوات التي تتيح الحماية من تقلبات محتملة في واحدة من أكثر الأصول الرقمية مخاطرة وجاذبية في آنٍ واحد.