مع التقدم التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم، تبرز العملات الرقمية كأداة جديدة ومؤثرة في أسواق التداول العالمية. وفي قلب هذا التحول، تتربع عملة البيتكوين على رأس العملات الرقمية، حيث بلغ سعرها يوم الجمعة الماضي نحو 94 ألف دولار، مما يعكس تنامياً هائلًا في قيمتها وتأثيرها في الأسواق المالية.
في الوقت ذاته، تزداد الجهود التي تبذلها العديد من البنوك المركزية حول العالم لتطوير عملات رقمية مدعومة من الحكومات، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة للنمو في الأسواق المالية. ومن بين هذه الجهود البارزة، تسعى الولايات المتحدة، وروسيا، والصين إلى إصدار عملات رقمية تكون مؤمنة بضمانات حكومية، مما يعزز الثقة في هذه العملات ويسهم في تطور الاقتصاد الرقمي.
وفي هذا السياق، يقدم الخبير الاقتصادي والمحلل المالي أحمد عقل تحليلاً مميزًا، حيث يعتقد أن العملات الرقمية ستكون من أبرز أدوات التداول في عام 2025. وفي تصريحات له لموقع الجزيرة نت، أوضح عقل أن هناك تسارعًا تكنولوجيًا سيزيد من الطلب على البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى، مشيرًا إلى أن انخفاض معدلات الفائدة في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى زيادة أهمية هذه العملات كمصدر للعوائد الاستثمارية الكبرى.
وتوقع عقل انخفاض معدلات الفائدة الأميركية إلى مستويات تتراوح بين 3.75% و4%، من 4.25% حالياً، ما سيعزز من قيمة العملات الرقمية ويجعلها أكثر جذبًا للمستثمرين. وأضاف أن حجم سوق البيتكوين وصل إلى تريليوني دولار بنهاية عام 2024، ما يعكس تحولًا كبيرًا نحو العملات الرقمية في الأسواق المالية العالمية. وأشار إلى أن عوامل مثل انخفاض أسعار الفائدة والدعم الحكومي والتوترات الاقتصادية والجيوسياسية تلعب دورًا في تعزيز مكانة البيتكوين.
من جهة أخرى، يحذر الخبير الاقتصادي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة السوربون، كميل الساري، من المبالغة في التوقعات بشأن البيتكوين، مؤكدًا في تصريحات له للجزيرة نت أن هناك خيارات أكثر أمانًا مثل الذهب، الذي يتمتع بتاريخ طويل واستخدامات متنوعة، بما في ذلك احتياطيات البنوك المركزية والمجوهرات.
على الرغم من التحذيرات، حققت البيتكوين عدة أرقام قياسية في عام 2024، حيث تجاوزت عتبة 100 ألف دولار لأول مرة، لتتصدر قطاع العملات المشفرة وسط زيادة في الثقة بالاقتصاد الرقمي بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
بينما يستمر هذا التوجه نحو العملات الرقمية، يبقى السؤال الأبرز حول مدى تأثير هذه العملات في الاقتصاد العالمي على المدى الطويل وكيف ستتعامل الحكومات والبنوك مع هذا التحول الكبير في عالم التداول.