في تعاملات اليوم، كسرت العملة المشفرة "بيتكوين" حاجز الـ 99 ألف دولار للوحدة، مسجلةً ارتفاعاً غير مسبوق في تاريخها. وقد تزامن هذا الارتفاع مع توقعات منصات تداول العملات المشفرة بأنها قد تصل إلى 100 ألف دولار قبل نهاية شهر نوفمبر الجاري. ومع تداول ما يزيد عن 19.78 مليون وحدة من "بيتكوين"، وصلت القيمة السوقية للعملة إلى نحو 1.97 تريليون دولار أميركي.
"بيتكوين" كأكبر اقتصاد عالمي
بحسب القيمة السوقية الحالية، لو كانت "بيتكوين" دولة، فإنها ستحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر الاقتصادات العالمية من حيث الناتج المحلي الإجمالي، متفوقةً بذلك على دول مثل أستراليا، إسبانيا، وكوريا الجنوبية، والسعودية، وهولندا، وإندونيسيا. هذا يبرز القوة الاقتصادية المتزايدة للعملة المشفرة في السنوات الأخيرة، ويعكس التوسع الكبير في استخدامها كأداة مالية ومخزن للقيمة.
تاريخ "بيتكوين" والنشأة الثورية
تم إطلاق "بيتكوين" في عام 2008 على يد شخص أو مجموعة تحت الاسم المستعار ساتوشي ناكاموتو، وأحدثت ثورة في عالم المال والتكنولوجيا. في البداية، كان سعر "بيتكوين" يبلغ 0.000001 دولار فقط. تعتمد العملة على تقنية البلوكشين، وهي سجل رقمي غير قابل للتلاعب، مما يضمن أمان المعاملات ويمكّن من إتمامها بشكل لامركزي بعيداً عن رقابة الحكومات والبنوك المركزية.
في 31 أكتوبر 2008، نشر ساتوشي ناكاموتو الورقة البيضاء التي شرحت رؤيته لإنشاء نظام نقدي إلكتروني يعمل بين الأفراد دون الحاجة للوساطات التقليدية مثل البنوك. وفي 3 يناير 2009، تم تعدين أول كتلة في سلسلة "بيتكوين" المعروفة باسم "Genesis Block"، ما يمثل انطلاقة الشبكة.
أول استخدام فعلي لـ "بيتكوين"
في عام 2010، تم استخدام "بيتكوين" لأول مرة كعملة شراء فعلية، حينما دفع مبرمج يدعى لازلو هانييتش 10,000 وحدة من "بيتكوين" مقابل شراء قطعتين من البيتزا، وهو ما يُحتفل به اليوم من قبل مجتمع العملات المشفرة سنوياً في "يوم البيتزا". وفي الوقت الحالي، إذا تم احتساب قيمة "بيتكوين" في تعاملات الجمعة، فإن قيمة تلك البيتزا تُقدر بحوالي 990 مليون دولار، ما يبرز حجم النمو الهائل للعملة.