انهيار حاد يضرب الأسواق المالية العالمية وسط مخاوف اقتصادية وجيوسياسية

تراجعت الأسواق المالية العالمية يوم الاثنين بشكل دراماتيكي، حيث شهدت بورصات الأسهم في جميع أنحاء العالم انخفاضات حادة تشبه تلك التي شهدتها في الانهيارات التاريخية. انخفضت مؤشرات بورصة اليابان إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1987، وسرعان ما لحقت بها الأسواق الآسيوية والعربية والأوروبية. كما تعرضت العملات العالمية والنفط والعملات المشفرة لخسائر قاسية، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذه الأزمة.

الهبوط العالمي في مؤشرات الأسهم والعملات
شهدت الأسواق الأوروبية هبوطًا كبيرًا في بداية تعاملاتها، حيث انخفض مؤشر باريس بنسبة 2.42%، ولندن بنسبة 1.95%، وفرانكفورت بنسبة 2.49%، وأمستردام بنسبة 3.05%، وميلانو بنسبة 3.31%، وزيوريخ بنسبة 2.97%، ومدريد بنسبة 2.79%. في حين انخفض الدولار واليورو بنسبة 2% مقابل الين الياباني.

التأثير على الأسواق العربية
لم تكن الأسواق العربية بمنأى عن هذه الأزمة، حيث تكبدت خسائر "ثقيلة" نتيجة التأثر بتراجع البورصات العالمية. أرجع المحللون هذه التراجعات إلى ثلاثة أسباب رئيسية:

تقرير الوظائف الضعيف في الولايات المتحدة: أثار التقرير الأخير مخاوف دخول أكبر اقتصاد في العالم في مرحلة ركود، حيث ارتفع معدل البطالة في يوليو/تموز إلى 4.3%، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021. تسبب ذلك في انخفاض عوائد السندات الأمريكية، مما يشير إلى احتمال خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بشكل أكبر من المتوقع.

رفع أسعار الفائدة في اليابان: قام البنك المركزي الياباني برفع أسعار الفائدة بنسبة أكبر من المتوقع، ما أدى إلى تسارع ارتفاع الين الياباني بشكل ملحوظ. هذا التشدد النقدي أضاف ضغوطًا على الأسواق العالمية، حيث تراجع الدولار بنسبة 2.17% إلى 143.35 ين، وانخفض اليورو بنسبة 1.99% إلى 156.72 ين.

التوترات الجيوسياسية المتصاعدة: تشهد منطقة الشرق الأوسط توترات متزايدة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وتصاعد التوتر بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. هذه التوترات أدت إلى ضغوط إضافية على الأسواق العالمية.

الملاذات الآمنة تجذب المستثمرين
في ظل هذه التحديات، اندفع المستثمرون نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب، متجنبين المخاطر في الأسواق المالية. يقول ستيفن إينيس، المحلل في شركة إدارة الأصول SPI Asset Management، إن "التراجع في الأسواق سببه تقرير الوظائف الأميركي الذي انعكس في انخفاض عوائد الأسهم والسندات في بورصة وول ستريت".

تراجع حاد في قطاع البنوك والتكنولوجيا
تضررت أسهم البنوك بشكل خاص، حيث انخفضت أسهم البنوك اليابانية والأوروبية بشكل كبير. في اليابان، انخفض سهم مجموعة ميتسوبيشي يو إف جيه المالية بنسبة 13.5%، ومجموعة سوميتومو ميتسوي المالية بنسبة 14.6%. في أوروبا، تراجع بنك يونكريديت بنسبة 6.54%، وإنتيسا سان باولو بنسبة 5.57%، ودويتشه بنك بنسبة 5.12%.

كما شهدت أسهم قطاع التكنولوجيا تراجعًا ملحوظًا. في أمستردام، تراجع سهم ASML بنسبة 4.46% وسهم "BE Semiconductor Industries" بنسبة 5.17%. في باريس، انخفض سهم "STMicroelectronics" بنسبة 5.10%.




إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

لو كنت تملك حق التصويت في الولايات المتحدة فلمن تعطي صوتك؟