كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولي علي مستوي العالم، تختلف الرياضات وتتباين الألعاب والمنافسات ولكن تظل كرة القدم هي المعشوقة الأولي للجماهير فى كل أنحاء المعمورة، مما لا شك فيه أن تلك اللعبة تغيرت تغير تام فى العقود الأخيرة، أصبحت الرياضة الأولى عالمياً صناعة كبيرة تعتمد عليها اتحادات ووزارات، أصبحت الاستثمارات الكروية تضاهي ميزانيات الإقتصاد فى بعض الدول، لم يكن هذا موجود فى القرن الماضي ولكن بحلول القرن الجديد تغير كل شىء فى كرة القدم،
-الناحية الإعلامية، بعدما كان السبيل الوحيد لتحليل أي مباراة الجرائد الورقية أصبح الان مئات الاستوديهات التحليلية والتى تسبق المباراة بيوم كامل، ـالسوشيال ميديا التي من الممكن أن تمدك بصور للاعبين في بيوتهم،
- الالاف المحللين علي اليوتيوب والفيس بوك.
-الناحية التسويقية: ما كان فى التسعينات من إعلانات على اللوح داخل الملاعب تطور لعالم كبير من الدعايا والإعلان، قبل وبعد المباراة لدرجة إني أصبحت خائفاً أن أجد إعلانات اثناء سير المباراة،
-أصبحنا نجد جهات أو أفراد يمتلكون حقوق بطولات بعينها ويمنعوها علي العالم كله، -أصبحنا نشاهد بطولات افريقية تقام على أراضي آسيوية من أجل المال والتسويق،
-أصبحنا نشاهد نجوم الصف الأول عالميا فى بطولات محلية
من أجل المال أصبحت كورة القدم سلعة من الوارد أن تستيقظ من نومك فلا تجدها لأنها اتباعت.
منذ أيام انتهي الدربى الاقوي إفريقيا وعربياً حيث استطاع المارد الأبيض أن يفوز بكأس السوبر الأفريقية للمرة الخامسة في تاريخه بعد التغلب علي غريمه التقليدي الأهلي بضربات الجزاء الترجيحية بعد التعادل في المباراة ١/١،
يري البعض أن الزمالك قد بالغ فى الفرحة ولكني اري أنها فرحة طبيعية لعدة اسباب
- قيمة الكأس مادياً وادبيا، حيث بلغت مجموع جوائز الزمالك من الإتحاد الإفريقي وهيئة الترفيه ما يتجاوز ال ٢ مليون دولار
- جاءت المواجهة بعد شبه إجماع من الجمهو والنقاد علي حتمية فوز الأهلي بفارق كبير قبل المباراة
- الحالة الفنية والاستقرار الذي ينعم به الأهلي منذ أمد بعيد عكس الزمالك الذي ينزل أي مباراة وهو يفكر فى عدد الديّانة المنتظره في الخارج،
. الأهلي يمتلك أكبر قلعة رياضية وعدد من الافرع فى حين الزمالك لا يمتلك إلا فرعه اليتيم بميت عقبه
الآلة الاعلامية التي باتت في مصلحة الأكثر استقرارا والاقوي نفوذاً وهو الأهلي بالتأكيد
٠ الكم الهائل من النجوم في الأهلي والذي يصلح لعمل منتخبين كاملين
. وجود المبارة في مكان من الأصل رغماً عن أنف الجماهير البيضاء التي رفضت إقامة المبارة فى نفس أجواء نهائي كأس مصر الأخيرة لما حدث فيها من أحداث وجدال حول فوز المارد الأحمر بهدف مشكوك فى صحته .
كل هذا وغيره كان يمثل عامل ضغط على لاعبي الزمالك ولنكن منصفين، قديمًا كان يقال أن مباريات الأهلي والزمالك ليست خاضعة لأي حسابات ولكن في رأيي هذا الكلام انتهي منذ مطلع الالفينات وسيطرة الأهلي على سوق الدعايا والإعلان حيث أصبح ظهور أي نجوم نجوم علي الساحة للأهلي نصيب الأسد منهم ويتم توزيع الفتات علي الأندية الأخري بما فيهم الزمالك، لذا فكل هذا لم يكن مبالغة ولا خروج عن النص بل فرح الفريق الأقل إمكانيات عندما خطف كأس قارية هي الأغلي منذ ثلاثة عقود لأنها من غريمه التقليدي وعلي مرئي ومسمع من العالم كله، فرحة ستظل فى الذهان مثل فرحة سوبر ١٩٩٤ .
لماذا هُزم الأهلى ؟
أما الأهلي فأنا اري أنه سيعيد حساباته سريعاً، ولكن قبل هذا عليه معرفة السبب الفني الرئيسى فى فوز الزمالك وسيطرته شبه الكامله على المباراة، منطقة نصف الملعب، الأهلي الموسم الماضي كان يمتلك ثلاثة لاعبين هم الأفضل فى مراكزهم وهم
كريم فؤاد ( أفضل لاعب فى مصر الموسم الماضي من وجهة نظري لاعب جوكر بمعني الكلمة لدرجة إني حتي الان لا أعرف مركزه الحقيقي، يلعب مدافع ايمن فيجيد، يلعب وسط ارتكاز فيجيد، يلعب جناح مهاجم يبدع ويحرز أهداف لا يحرزها المهاجمين، يلعب مدافع ايسر عقب إصابة معلول يلعب ويجيد أفضل من اي مدافع أيسر ، أري أن من أكبر خسائر الأهلي إصابة هذا الاعب المتميز عجل الله شفاؤه فهو يساوي عشرة لاعبين مما لا نجد لهم أي فائدة فى الملعب سوي الظهور على التيك توك والافراح فقط لياخذ اللقطة،
اللاعبين الاخرين هما مروان عطية وأكرم توفيق واللذان لم يكونا فى مستواهما بالمرة ولهذا وقع الأهلي هذا الوقوع الرهيب لدرجة أنه فى معظم فترات الشوط الثاني لم يكن يفعل إلا ضربات مرمي فقط، على الأهلي مواجهة مشاكله الحقيقة دون تلبيس الأخطاء لحارس مرمي أو مجلس إدارة أو هيئة تعاقدات أو حتي لاعبين بأعينهم فالسبب الرئيسى لهزيمة الأحمر بعد تفوق الزمالك الرهيب هو غياب ثلاثي الضغط القوي كما ذكرنا إما بسبب الإصابة أو لتراجع المستوي الفني.
في النهاية ليفرح جمهور الأبيض فقد رد اعتباره بعد أربع سنوات ليفوز فى نهائي قاري هو السوبر بكل المقاييس وتظل مدرسة الفن والهندسة موجودة على الساحة مهما تغيرت الأمور واختلفت المعطيات.
د/ محمد كامل الباز