حقق صادق بيت سياح، لاعب رمي الرمح الإيراني، إنجازاً تاريخياً في دورة الألعاب البارالمبية بباريس 2024 عندما سجل 47.64 مترًا في رميته الأخيرة، ليتفوق على نظيره الهندي نافديب سينغ الذي حقق 47.32 مترًا، محطمين معاً الأرقام القياسية العالمية والبارالمبية. إلا أن فرحة اللاعب الإيراني لم تدم طويلاً، إذ أعلنت اللجنة البارالمبية الدولية استبعاده وسحب الميدالية الذهبية منه على إثر حركة غير رياضية قام بها أثناء احتفاله بالفوز.
تفاصيل الاستبعاد: الإشارات غير الرياضية والشعارات الدينية
جاء قرار استبعاد بيت سياح بعدما قام بحركة مثيرة للجدل فور انتهاء المنافسة، حيث مرر يده تحت عنقه، وهو ما فسرته اللجنة كإشارة إلى "الذبح". وعلى الفور تلقى بيت سياح بطاقة صفراء من الحكم، محذراً إياه من تكرار السلوك. إلا أن اللاعب لم يتوقف عند هذا الحد، حيث حمل لاحقاً علمًا يحمل شعارًا دينياً شيعياً. الأمر الذي دفع الحكم إلى منحه بطاقة صفراء ثانية، وبالتالي استبعاده بموجب قوانين اللجنة البارالمبية الدولية التي تمنع الترويج لأي أجندة سياسية أو دينية خلال المنافسات.
ردود الفعل والاستئناف الإيراني
بعد استبعاد بيت سياح، سارعت البعثة الإيرانية لتقديم استئناف على القرار، موضحة أن العلم الذي حمله اللاعب يرمز إلى شعائر دينية ولا يعكس أي أجندة سياسية، كما أن اللاعب قام بنفس الاحتفال في دورة طوكيو 2020 عندما أحرز الميدالية الفضية دون أن يتعرض لأي عقوبة أو إيقاف. كما أكد علي أصغر هادي زاده، رئيس فريق ألعاب القوى الإيراني، أن الحركة التي قام بها اللاعب لم تكن للإشارة إلى "الذبح"، بل كانت تعبيراً عن كسره للرقم القياسي.
ورغم هذا الاستئناف، تم رفض اعتراض الوفد الإيراني، وجرى تسجيل الميدالية الذهبية باسم اللاعب الهندي نافديب سينغ، الذي كان رميته أقل بـ31 سنتيمترًا من بيت سياح.
التداعيات على الرياضة البارالمبية وأهمية الالتزام بالقواعد
هذا القرار يعد تذكيراً صارخاً بأن اللجنة البارالمبية الدولية ملتزمة بحماية النزاهة الرياضية وضمان أن تبقى الألعاب منصة للترويج للرياضة فقط، بعيداً عن الشعارات السياسية أو الدينية. في حين أن هذا القرار قد يكون قاسياً على بيت سياح وجمهوره، إلا أنه يسلط الضوء على أهمية احترام القواعد وعدم الخلط بين الرياضة والقضايا الأخرى.