بعد مرور 17 حلقة من عرضه، يمكن القول إن مسلسل البطل للمخرج الليث حجو يحقق نجاحاً لافتاً، حيث يجمع بين نص متماسك وأداء تمثيلي قوي، بالإضافة إلى أجواء ريفية ساحرة تجذب المشاهد. ومع ذلك، يعاني العمل من بعض الركاكة في المونولوجات التي يؤديها يوسف، والتي تبدو أحياناً غير متناسقة مع سياق الأحداث.
يبرز الممثل محمود نصر كفنان جريء لا يخشى تقديم الجديد في كل عمل، مما يذكرنا بفترة تيم حسن ما قبل عام 2012. بشخصية فرج، أثبت نصر تنوعه وقدرته الفنية العالية، مما يضيف عمقاً للعمل. كما تُعتبر جيانا عيد اختياراً مثالياً لدور سمرا، حيث تتمكن من نقل التوجس والخوف عبر نظراتها فقط، مما يعكس مهارتها الكبيرة في التمثيل.
أما بالنسبة لنور علي وخالد شباط، فقد قدّما أداءً مقنعاً هذه المرة، حيث شكّلا ثنائية مميزة وتلقائية، وجعلت مشاهدهما ممتعة للغاية. كما تبرز ثنائية مجد وسلافة بتعقيدات علاقتهما، سواء من ناحية الكتابة التي تعكس تأثير سلافة الأنثى المنكوبة على مجد الذي يكتشف رجولته، أو من ناحية الأداء. فنانسي خوري تثبت مرة أخرى أنها نجمة قادرة على فرض حضورها، بينما يظهر وسام رضا كنجم واعد قد يتفوق على والده في المستقبل.
لكن البطل الحقيقي في البطل هو كاميرا الليث حجو الساحرة، التي تحوّل كل لقطة إلى لوحة فنية. يشعر المشاهد أن كل مشهد تم إعداده بعناية فائقة، مما يعكس الجهد الكبير الذي بذله طاقم العمل. في وقت يعاني فيه الكثير من الأعمال العربية من الاستسهال، ينجو البطل من هذا الفخ بفضل نصه المتماسك وتصويره المميز، الذي قلما يحظى باهتمام المخرجين السوريين.