المسرح السوري يودّع فرحان بلبل، رائد المسرح العمالي
توفي الكاتب والمخرج المسرحي السوري فرحان بلبل، عن عمر ناهز 88 عاماً، بعد مسيرة طويلة أثرت في تاريخ المسرح العربي. وُلد بلبل في مدينة حمص عام 1937، ونشأ في أسرة تقدّر العلم والثقافة رغم الظروف الصعبة التي عاشها في طفولته بعد وفاة والده وجده.
ريادة في المسرح العمالي
أسّس بلبل فرقة المسرح العمالي في حمص عام 1973، والتي شكّلت نقلة نوعية في المسرح السوري، حيث ركزت على قضايا الناس وهمومهم بأسلوب يجمع بين الواقعية والتجديد الفني. وقدم من خلال الفرقة مسرحيات هادفة أثارت نقاشات مجتمعية واسعة.
أعماله وإسهاماته
ألّف فرحان بلبل أكثر من 44 مسرحية و15 كتاباً في النقد المسرحي، وبرزت من بين أعماله المسرحيات الشهيرة مثل "الجدران القرمزية" و"لا تنظر من ثقب الباب". وتميز أسلوبه المسرحي بتناول القضايا المجتمعية بأسلوب جريء ومبتكر، ما جعله يحظى بمكانة متميزة في الساحة الفنية.
التدريس والتكريم
إلى جانب كتاباته المسرحية، شغل بلبل دوراً مهماً في تعليم الأجيال الجديدة من الفنانين من خلال تدريسه في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، حيث ساهم في تخريج العديد من المبدعين السوريين.
وحاز الراحل على عدة تكريمات محلية وعربية تقديراً لإسهاماته الكبيرة في تطوير المسرح، وكان يُعد رمزاً ثقافياً ووطنياً في سوريا.
إرث فني لا يُنسى
بوفاة فرحان بلبل، فقدت الساحة الفنية واحداً من أبرز أعمدتها. سيظل إرثه الفني خالداً من خلال أعماله المسرحية وكتبه النقدية، التي شكّلت جسراً بين الواقعية والتجديد، وساهمت في الارتقاء بالمسرح السوري والعربي.