في خبر صادم للمحبين وأبناء الوسط الفني، رحل الفنان الكبير حسن يوسف، أحد أبرز نجوم السينما المصرية، عن عمر ناهز الـ90 عامًا بعد صراع مع المرض والأحزان. يُعتبر حسن يوسف أيقونةً للسينما المصرية، ويمتلك رصيدًا حافلًا من الأعمال السينمائية والمسرحية والتلفزيونية التي ساهمت في صنع تاريخ السينما المصرية. استطاع بموهبته أن يكوّن قاعدة جماهيرية واسعة، خاصةً في فترة السبعينيات، حيث لقب بـ"الولد الشقي" بأدوار شبابية ساخرة وشقية تميّزت بالعفوية.
بدأ حسن يوسف مشواره الفني بفضل اكتشاف الفنان حسين رياض له، الذي رأى فيه نجمًا واعدًا ووصفه بـ"أنور وجدي القادم". وخلال مسيرته الفنية الطويلة، شارك إلى جانب عمالقة الفن مثل عبد الحليم حافظ، شادية، هند رستم، وسناء جميل، وصنع العديد من الأعمال الخالدة، مثل أفلام "الخطايا"، و"التلميذة"، و"الزواج على الطريقة الحديثة"، والمسلسل الشهير "إمام الدعاة" الذي قدم فيه شخصية الإمام الشيخ الشعراوي.
وبالرغم من الشهرة والنجاح الكبيرين، عاش حسن يوسف تحديات إنسانية صعبة أثرت على حياته. ففي منتصف حياته الفنية، اعتزلت زوجته الفنانة شمس البارودي التمثيل واتجهت إلى الدين، وكان لهذا التحول أثر عميق عليهما، حيث اتخذ يوسف مسارًا دينيًا، ما أثار اهتمامًا واسعًا وانتقادات متباينة. وعلى الرغم من اعتزاله العمل الفني لفترة، عاد بعد استشارة الشيخ الشعراوي، وقدم أعمالًا تتماشى مع توجهاته الجديدة.
أصيب الفنان الراحل بصدمة كبيرة بعد وفاة ابنه عبدالله غرقاً، ما أدى إلى اعتزاله الفن والابتعاد عن الأضواء بشكل نهائي، حيث خصص وقته لزوجته وعائلته، وقضى أعوامه الأخيرة في التأمل والعبادة. وعبرت زوجته شمس البارودي، التي رافقته حتى اللحظة الأخيرة، عن حزنها العميق بقولها: "مات أكرم الرجال وراح لحبيبه".
نشأ حسن يوسف في حي السيدة زينب بالقاهرة، وتخرج في معهد الفنون المسرحية عام 1962، وحقق نجاحًا في عالم الإخراج حيث أخرج العديد من الأفلام التي تركت بصمة في السينما المصرية، مثل "الولد الشقي"، و"سوق الحلاوة"، و"زواج بالإكراه". كما خاض تجربة الإنتاج في عدة أفلام ساهمت في إثراء مشواره الفني.
وبرحيل حسن يوسف، تفقد السينما المصرية رمزًا من رموزها التاريخية، وشخصية أسطورية جمعت بين الفن والالتزام، وبين نجومية "الولد الشقي" وحكمة الناضج المؤمن، ليظل إرثه الفني والإنساني خالداً في ذاكرة محبيه ومحبي الفن المصري الأصيل.