في مسرحية الزلزال لمصطفى محمود لم أكن ظلّ عبد الناصر أو كليم حافظ الأسد , و كم تحتاج الأمم إنتاج رجال بأحجام المراحل الزلزالية و حكماً لم أكن أعبث في حضن الصهيونية كي أصدّق مجاناً على الهولوكوست لأجمع دموع حائط المبكى بعد كلّ ما جرى لأن ما يجري على عظمة نتائجه ترافقه أشكال البهتة و البهتان أشكال الخوف و الطغيان أشكال الجبروت و الاستسلام!.......
يصيبنا الوهم و الوهن بقدر ما نرى الحقيقة و نتحمّس متسلّحين بقوة الإرادة
لا ندري على أيّ صدعٍ خُلقنا و لا فوق أيّ صدعٍ نموت لكن ما ندريه و نراه يجعلنا متسائلين أكثر
ما معنى أن نأخذ عبرة آيات التخويف" وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلّا تَخْوِيفًا" دون أن نمضي في سبل التحصين العلميّ و النفسيّ و الروحيّ "كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
ما معنى أن نأخذ معنى الهول الربانيّ دون أن نأخذ معاني الحيطة و الاستعداد لكلّ شيء انطلاقا من المؤامرات الأرضية و ليس انتهاء بالأقدار السماوية ؟!......
نعم نواميس الطبيعة هي علمٌ قائم بحدّ ذاته يقوم على الدراسة و الجدلية لا على التجاهل و التسليم
على التحليل و التمكين لا على التغاضي و الانتظار
على التقدّم و التطوّر لا على الوقوف و التدهور
نعم هي نواميس الطبيعة و نحن الأولى بفهمها حينما كرّمنا الله قائلا " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم منَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ ممَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا "و حكماً التكريم سينطلق من العقل و التأمّل و التفكّر و التدبّر لا من النقل و الشائعات و النسخ و اللصق و التبجيل و التصفيق و التذمّر ، فهل بعد هذا سنبقى في دوَّامات التغييب ؟!.......
زلزال سورية ليس طفل اليوم و البارحة و إنّما هو وليد اللحظة الأولى التي تقاعسنا فيها عن فهم آيات الله و الكون و عن تحليل نواميس الطبيعة و الخلق.......
ليس من تسييرٍ يسبق خيارات عقولنا الصاحية لا المنوّمة مغناطيسياً أو فيسبوكياً و ليس من نقلٍ يسبق تحاليل حواسنا و مآلات هذه الحواس، فهل بعد كلّ هذا ندرك معنى أن نكون مثل مواطن سوريّ متفكّر متناغم متعايش صعب المراس ؟!.......
في مؤسَّسة القيامة السورية الفينيقية لن ننزع عن جبهة سورية طابع الصمود فما يوحي به رئيسها الأسد بحجم المنطقة و البلد , لكنَّنا لن نبرِّر أبداً لحكوماتها القاصرة عن فهم ما يجري إلَّا في اتجاه الانجراف تلو الانجراف كلَّ معاني التقاعس , و التقاعس هنا يختلف عن العجز المتراكم نتيجة العقوبات العالمية غير الإنسانية مع أنَّها تتاجر بالإنسانية تحت مسمَّى الإنسان نفسه , لأنّ ما نطمح إليه دوماً هو أن نصل إلى معاني حكومات الأزمات لا إلى تآويل حكومات ترسيخ الاستسلام أمام الكوارث و الحوادث الكبرى و التبعات , حكومات يتّكئ عليها المواطن بدلاً من أن تميل عليه و تقصم ظهره بالغلاء و الضرائب و الفساد و الانهيار المتتالي دونما تفسير و دونما منطق يواكب ضرورة إدارة نقص الموارد بتضافر الإرادة الحرّة الشريفة و الأنفس و العقول و السواعد !.......
فهل تدري نفس عبَّاس فرناس بأيّ شحٍّ تموت و على أيّ صدعٍ تضيع بعد أن ابتلع ذيلها الحائر حوتٌ في حضرموت ؟!.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة
الجمعة 17\2\2023
الساعة الثامنة عشر و النصف مساءً