هل يرضى الله بكتابة روايات النزيف على شعبٍ فقد حبره مذ ضاع دمه بين قبائل المجتمع الدولي بحجة ضرورة تغيير و قلب النظام السياسيّ القائم في سورية التي صرَّح رئيسها يوماً انطلاقاً من توازنات المنظومة الدولية أنَّ تغيير الأنظمة ليس صرعة أو موضة ؟ّ!َ, و هكذا تباعدت أحلام الأرض عن أقدار السماء أكثر لكن ليس انطلاقاً من مشروع الغضب الربانيّ أو الرضا الإلهيّ و إنَّما باتت كوابيس الطبيعة تحمِّل الشعب السوريّ مأساة أخرى فوق كلّ مآسيه ليأخذها البعض العقائديّ على أنَّها جرس إنذارٍ سماويّ و ليأخذها البعض العلميّ على أنَّها مشوار زحنٍ تكتونيّ و ليأخذها الكلّ الشعبيّ على أنَّها هرج و مرج لن ننتهي منه ما دامت عوالم الإشاعات و بثّ الفوضى و الهلع و الرعب و التبريكات و الاتهامات دون مقاييس منطقية و دون تثبّت من المصدر و حتَّى من الخبر نفسه.
فهل زلزلت الأرض بنا نحن أبناء سورية أم أنَّها تكمل مؤامرات الغرب و الأحقاد علينا من كلِّ حدبٍ و صوب و من كلِّ فجٍّ عميق لتزيد نفوسنا الضالة انغماساً في اللا تحليل بعد انهيار العقل و تصدُّع بنيان الروح ؟!.......
ما جرى أكبر من كارثة و ليس أصغر أو أقلّ من العبث بمصيرٍ كان بائساً إلى حدِّ التلاشي ليغدو فوق كلّ تعاريف التلاشي , و هكذا وجد الله بين بناءين تائهين بقايا شعبٍ جرَّب فقدان البيوت و المأوى ليستفيق على فقدان استقرارٍ مؤقت لمصيرٍ كان مجهولاً أصلاً و ضائعاً محشوراً في زوايا الهشاشة الدولية و البغض الأميركيّ الأسود !.......
إذا ما مرَّت تداعيات هذا الزلزال فمن ينقذنا من تداعيات زلزال ازدواجية المعايير الأعظم , و كأنَّ الإنسان في تركيا أنقى و أكثر إنسانية من الإنسان في سورية بل نتساءل أكثر هل الإنسان السوري في مناطق الميليشيات أو المسلحين أو المعارضين أو المنحازين أو الكارهين أو التابعين لأجندات دولية من خوذ بيضاء يغزوها السواد و من خوذٍ سوداء يعتريها الظلام يختلف عن الإنسان في مناطق تريد أميركا تسميتها حصرياً بأنها مدبوغة أو موشومة أو موصومة من حيث التبعية للنظام , و كأنَّما الإنسان في حلب أو حماة أو اللاذقية أو جبلة ما هو إلَّا سلعة بيد النظام أو روسيا أو أميركا سينجو من الزلزال في حال تبعيته لهذا أو ذاك و لهذي أو تلك ناسين أنَّ الطبيعة لن تنتقي من تفرض عليه غضبها العلميّ من حيث اختلال المعايير المؤدّية إلى التوازن و لن ينجو إلَّا من يدرك أسرار العلم الكثيرة و كما قال الله في أحد كتبه السماوية :"و ما أوتيتم من العلم إلَّا قليلا " فمن يعلِّم الإنسان ما لم يعلم سوى من اقتدى بمعايير المحبة و نبذ الأحقاد و اقتلاع ازدواجية التطبيق و حمل أسفار السلوك الأعظم في التطبيق و ليس بالأكاذيب و الصفيق ؟!
في مؤسَّسة القيامة السورية الفينيقية لم يفتح نظام الرئيس الأسد حسب مفاهيم و مصطلحات ماما أميركا أو بابا العم سام جبهة التفرقة ما بين إدلب و سواها و لم يضع قيصر ميزان التفرقة الأخطر نصب عينيه بقدر ما أطلق نداءات استغاثة كلّ أبناء سورية على مجمل جغرافيتها انطلاقاً من المواطنة و ليس انتهاء بالوطن الواحد فهل يدرك عبَّاس بن فرناس أنَّ من يسرقون ذيول إنسانيته تحت لواء المساعدات الإنسانية سيكون مصيرهم السقوط أم سيترك العلم و فقدان الحساب و المحاسبة و التفكير و المقاربة تحت ألسنة الدعاء و تحت جمهرة القنوط ؟!
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة