تم اكتشاف مقبرة جماعية مروعة في مدرسة "كاملوبس" للسكان الأصليين في كندا، حيث عثر على رفات 15 طفلاً. تعد هذه الكارثة الإنسانية اكتشافًا مؤلمًا يكشف عن مأساة طويلة الأمد استمرت لأكثر من قرن ونصف. في الفترة من عام 1863 إلى 1996، مر أكثر من 150 ألف طفل بمدارس داخلية في كندا، حيث كانت تُفصل الأطفال عن أسرهم وتحرمهم من لغتهم الأم وثقافتهم الأصلية.
تعتبر مدرسة "كاملوبس" المكان الذي تم العثور فيه على المقبرة الجماعية، أكبر مؤسسة من نوعها في البلاد، حيث تم تأسيسها في عام 1890 وتحت إشراف الكنيسة الكاثوليكية. في تلك المدرسة، تعرض الأطفال للعنف والتعذيب وسوء التغذية، ولقد فارق الحياة آلاف الطلاب نتيجة تلك الظروف القاسية.
منذ القرن التاسع عشر، تبنت السلطات الكندية فكرة المدارس الداخلية كوسيلة لـ"ترويض" الأطفال السكان الأصليين، مستلهمة هذه الفكرة من الولايات المتحدة بعد الحرب الأهلية الأمريكية. وقد استمر التجاهل لهذه الجريمة الكبرى حتى عام 2015، عندما أقرت السلطات الكندية بأن سياسة الإدماج القسري تمثلت في "إبادة جماعية ثقافية".
ردًا على هذا الاكتشاف المروع، صرح رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أن هذه الأخبار "حطمت قلبه"، ووصفت هذه المدارس الداخلية بأنها "تذكير مؤلم بفصل مظلم ومخز في تاريخ كندا". تم اعتذار رسمي من قبل ترودو عام 2017 عن هذه السياسة القاسية.
تجدر الإشارة إلى أن آخر مدرسة داخلية من هذا النوع أغلقت أبوابها في عام 1996، وبذلك يكون جريمة "الإبادة الثقافية" قد استمرت لفترة طويلة تجاوزت قرنًا من الزمان.
يعيد هذا الحدث الكارثي إلى الأذهان السؤال المحوري حول مدى استيقاظ البشرية من غيبوبتها واعترافها بالمعاملة الوحشية للآخرين المختلفين، ومتى يتعين وقف جرائم القهر والاضطهاد. تحقق الكنديون استيقاظًا متأخرًا على الأقل في هذه المناسبة.