في إطار التحول الرقمي والتقني الذي يشهده العالم، أعرب مؤسس مايكروسوفت، بيل جيتس، عن تفاؤله بدور الذكاء الاصطناعي التوليدي في تقدم البشرية في مختلف المجالات. ومع ذلك، تفاجأ الجميع بتصريحات جيتس التي تحدثت عن ضرورة التأكد من عدم إصابة الروبوتات المشغَّلة بالذكاء الاصطناعي بمرض الزهايمر.
تبيَّن فيما بعد أن هذا التصريح لم يكن مجرد مزاحة، وإنما كان يشير إلى مشكلة خطيرة تعاني منها بعض النماذج اللغوية في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT التابعة لشركة OpenAI. فقد تم توثيق حالات هلوسة في تلك النماذج، حيث قدَّمت معلومات غير صحيحة للمستخدمين واصطناعت أحداثًا غير حقيقية.
تعاونت شركة OpenAI مع مايكروسوفت للتصدي لهذه المشكلة وتحقيق تقدم في تدريب النماذج اللغوية. وعازمة على التغلب على هلوسة الذكاء الاصطناعي، تعمل الشركتان على تطوير أساليب تدريب جديدة تهدف إلى تحقيق دقة وموثوقية أفضل في أداء تلك النماذج.
تجربة المحامي الأمريكي التي قام فيها باستخدام ChatGPT للبحث القانوني، والتي تسببت في تزويده بمعلومات قانونية غير صحيحة، كانت حالة تنمُّ عن هذه المشكلة. فقد تم تقديم سوابق قضائية غير موجودة في الواقع للمحكمة، مما أثر سلبًا على حكم القضية.
تعتبر هلوسة الذكاء الاصطناعي مسألة جدية يجب مواجهتها بحزم. ولذلك، يركز فريق OpenAI ومايكروسوفت على تطوير أساليب تدريب جديدة لتعزيز الجودة والدقة في أداء النماذج اللغوية وتجنب تكرار حوادث الهلوسة في المستقبل.
وبهذه الخطوة، تؤكد الشركتان التزامهما بتقديم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الآمنة والموثوقة، والعمل المستمر على مواجهة التحديات القائمة لضمان استفادة البشرية من إمكاناتها الكبيرة في المجالات المختلفة.